[4]

لكل جيل أسماء تميزه ، و لكل فتره تاريخية كذلك أسماء يحملها الناس .. قتصبح هذه الأسماء علامة عليها وعلى طبيعة أبناء جيل تلك الفترة

و في بداية القرن أنتشرت في مصر أسماء مثل صبري وحسين و شوكت وعدلي وعلي و في فترة تالية حين ازدهرت عائلات ما قبل الثورة كانت هناك اسماء مثل مدحت وعصمت و حين جاء التغيير بعد عام 1952 برزت أسماء عادل وأشرف و جمال .. ثم حين صادفت مصر مد التيارات الدينية جاءت أسماء إسلام و عائشة و جهاد ألى ان وصلنا لمرحلة جيل رشا و من بعدها مازن و ريهام و مايار و نورهان و زينة و كل ما هو غير متداول

أن هذه الاسماء ذات مغزى فهي لا تعبر فقط عن الانتقال من زمن لآخر لكنها ايضا تعبر عن اتجاه واضح جديد .. و ربما لم يكن اسم عمرو ذا دلالة واضحة لكنه في النهاية اسم حمله جيل كامل من الشباب الذي قد يبلغ الآن أكبر شخص فيه سن الخامسة و الثلاثين و من النادر أن تجد هذا الاسم بين من هم اكبر من هذا العمر

هل كانت أم عمرو دياب تدرك ذلك و هي تطلق عليه هذا الاسم حين أنجبته عام 1961 ميلاديا !! لا أظن .. ولا كن المؤكد أنها كانت تساير اتجاها عاما بعد ان انتشرت في الخمسينات اسماء من نوع جمال والذي يقلد به الاباء اسم زعيم مصر جمال عبدالناصر و أسماء من نوع عادل و أشرف و أمين وهي كلها تعبر عن الشعارات التي رفعتها المرحلة السياسية وهي العدل والشرف والامانة

اسم ابيه كان ينتمي لجيل سابق ـ عبد الباسط  عبد العزيز دياب ـ وقد كان الاب شرقاويا .. من الشرقيةالمحافظة التي يفضل المصريون إطلاق صفات الكرم و الطيبة على أبنائها لكن الأم كانت من بورسعيد ..التي فيما يبدو كانت ذات تأثير أكبر على الابن  فغرست فيه الصفات أبناء السواحل الذين يتطلعون دائما الى البعيد عبر البحار ، وتنشط المواد الفوسفوريه في الأسماك قواهم و مميزاتهم العقلية

و من المؤكد ان عبد الباسط دياب لم يكن يرتب لكل هذا الخليط بين الكرم و الذكاء و التطلع الدائم للجديد في ابنه .. كل الذي حدث أن الأب سافر إلى بورسعيد تاركا الشرقية ليعمل في أحدى الشركات هيئة قناة السويس ، فصادف أسرة متدينة لديها ابنة كانت تدرس في الارسالية الامريكية ثم في الليسية .. هذة الابنة كانت تعمل في نفس الوقت في هيئة قناة السويس  .. زكان القدر و النصيب الذي تم بعده الزواج  والذي حين نم طلب بعده الزوج من الزوجة أن تتوقف عن العمل فوافقت حتى أنجبت أبنها الأول عمرو عبد الباسط عبدالعزيز دياب

و ربما كانت الصدفة أن الفيلا التي كان تعيش فيها الأسرة كانت تقع في الشارع يحمل اسم واحد من أبرز علامات الموسيقى المصرية ـ سيد درويش ـ  حيث كانت تحمل رقم 12 في  الشارع  وتجاور مبنى المحافظة الباسلة و ربما كان عاديا أن تعود الأم إلى العمل مرة أخرى  ولكنها هذه المرة عملت في مدرسة الليسيه التي تخرجن منها و ربما كان كان عاديا كذلك بل ان ضروريا ان يأخذ السيد / عبد الباسط ابنه في أحضانه كل ليلهليروي له بعض من تفاصيل السيرة النبويه بطريقة بابا شارو التي أدمنها الأطفال في ذلك الوقت عبر الأذعة لكن المؤكد أنه لم يكن عاديا ان الأبن خطى خطواته الاولى مبكرا و كانه في كسر القاعدة حين مشى لول مرة في عمر تسعة شهور ، وهو ما دفع أباه لأن ياخذه في جولات قصير في شوارع بور سعيد كان تلفت أنظار الفضوليين

و كما مشي مبكرا نطق أيضا مبكرا و حسب روايته لي فأنه في عمر عام قال جملة كاملة هي ـ تعالى عيد ميلاد ـ لكنه بالطبع لم يغني في هذا العمر  ونحن لن نزعم هذا لأن قصة هذا الشاب المتمرد ليست بحاجة إلى مثل تلك القصص التي تخلق بعض الأساطير و كثيرا من الأوهام حول النجوم

و لكن هناك ملاحظات أخرى يجب ان نسجلها عن هذه الفترة في عمر المتمرد و هذة القصة لم أجد لها تفسير  أنه كان ينام مطمئن حين يسمع واحدة من أغاني تلك الفترة المعروفة هذة الأغنية هي ـ ناصر كلنا بنحبك ناصر ـ على هذا الإيقاع الثوري الهادر كان ينام ، هل هو موقف من الأغنية ؟ لا يعرف هل تفهم في السياسة يا عمرو ؟ الاجابة هي النفي التام

الملحوظة الاخرى التي نسجلها هي انه كان طفلا لا يحب ان يؤمر .. كان يفعل كل شئ وحده بدون أمر من أسرته ، ينام وحده في تمام التاسعة و النصف و يأكل وحده و يشرب وحده ، وكان يكره ـ ولم يزل ـ التهديد و الوعيد .. و هكذا فأنه لم يترتب متأثرا بمخاوف من أساطير العسكري أو العفريت أو الغولة التي احترف الآباء و الأمهات تهديد أبنائهم بها لينفذوا أوامرهم

ملحوظه أخرى قد تبدو ساذجة و لكننا نذكرها لأن أحداث الطفولة العابرة تصلح فيما بعد دليلا على طبيعة الشخصيات.. وهذة الملحوظة عبارة عن قصة  قصة عادية ...  

[السابق]     [التالي]    [الرجوع إلى الفهرس]

 

Copy Rights Reserved @ DiabOnline / جميع الحقوق محفوظة @ دياب أون لاين