[7]

هنا ، وسط كل هذا الفن احب تلك الفتاه .. الزمالة كانت بداية التعارف والدراسة و ثقت العلاقة ،، والايام عمقت المشاعر ،، والزملاء كانوا يرون الاتنين معا دائما ،، هي وعمر ،، وعمرو وهي ،، زقد كان معتادا في مثل هذه الاحوال ان ينتظر الجميع إعلان زواج الزميلين ،، خاصة ان احدا منهما لم يقل عكس ذلك ،،

وجاء الخبر فعلا بعد عامين ،، لكنه كان خبرا من نوع أخر خبر مثير للدهشة ،، إذ لم يعلن عمرو وهي قرب موعد أتمام الزواج ،، وإنما اعلن الاثنان الانفصال.

يصف عمرو هذه الأيام بانها كانت أياما فيها من النعومة العاطيفية والقسوة في نفس الوقت فبعد الحب ،، تركتني لآني كنت مفلسا ،، والواقع كان عكس ذلك فذه شهادة التي ادلى بها عمرو الان بعد سنوات طويلة من نهاية حب الشباب الاول ،، فقد كانت تلك الفتاه ،، حسب ما قاله عمرو بنفسه لي فيما بعد انها تؤمن تماما بموهبته وكانت مقتنعة تماما ان هناك مستقبلا باهرا ينتظره ،، وإن الايام سوف تشرق له ،، وعلى رغم من ذلك كان عمرو معبأ بالطموح والاخلام الا أن أصطدامه الدائم بالواقع جعله يرى الأفق بشكل غير واضح ،، لم يكن يتوقع النجاح ،، كان يسمه كلمات الاعجاب و توقع التفوق ،، بينما داخله إحساس قوي بان هذا قد يكون سرابا ،،

بعد ذلك قال لي عمرو ـ رفضت ان أربط حياة تلك الفتاه بمستقبل لم يزل يكتنفه الغموض .. بمستقبلي الذي لم تكن قد تحددت ملامحه بعد.

ومثل أي فتاه في هذا العمر وفي هذه الظروف كان متوقعا ان تأتي الفتاة الى عمرو وهي تحمل له هذه العبارة الشهيرة ـ انا جالي عريس ـ مصحوبه به ببعض المشاعر القلق و بتوقع ان يتحرك الحبيب الشاب بسرعة معلنا غضبه على هذا الشاب المتقدم ليخطف فتاته .. مؤكدا أنه لن يقبل التنازل عنها أبدا مهما كان الثمن.

ربما كان هذا هو ما تنتظره الفتاة...

لكن عمرودياب حين سمع العبارة الخالده ـ أجالي عريس ـ كان رده مثيرا ،، حيث قال للفتاه ـ على بركة الله ـ ،، لقد حاول يبدو قويا وقد كان حريصا على التظاهر بذلك فعلا لا سيما انه كان قد أخذ قرار بوضوح قبل أن يسمع العبارة الخالده ألا انه رغم ذلك ،، ورغم انه عرف الكثيرين خلال هذه السنوات ،، وتزوج اكثر من مرة ،، رغم ذلم لم يزل يصف ما حدث في هذه الايام بأنه صدمة أدت لآنهيار الاحلام ،، أحلام استمرت عامين وخلال العامين ظلت تكبر ،، وحين كبرت جاءت رياح الواقع لتطير بها بعد ان اقتلعتها من جذورها.

ولملم عمرو نفسه ،، خرج من الصدمة ،، خرج وقد قرر ان يكبر ،، ويكبر ،، يكبر لكي لا تأتي الرياح و تقتلعه .. كي تجده الرياح صامدا ولا تقوى عليه ،، وقد رأى عمرو ان هذا النمو الذي يسعى إليه لن يتحقق الا بالمال الذي هزمه حين سمع عبارة ـ جالي عريس ـ المال الذي يمكن ان يجعله واقفا على قدميه.

وطرق المال عديده و معروفه،،

لكن المثير ان عمرو اختار حلا من نوع مختلف ،، أختار الغناء في كباريهات شارع الهرم ،، رغم أنه يعرف ان تلك سوف تكون تجربة مريره .. ولكنه في ذلك الوقت وجد لنفسه منطقا أقنع به ذاته ،، هذا المنطق هو ـ وماله شارع الهرم فالشباب في كل يوم يسافر و يتغرب و يغسل الصحون في أوربا ،، والغناء هنا أرحم ـ ،، هل كان هذا يعني أن الغناء في شارع الهرم يشبه غسيل الصحون في اوربا ؟ ،،، ربما ،،، خاصة أن كثيرا من قصص النجاح العصامي بدأت بغسيل الصحون ،، فلماذا لا يبدأ نجاح النجم القادم من شارع الهرم؟

على العموم هذا كان اختياره!

وعلى رغم من انه اختيار صعب الا انه لم يفتح مغارة على بابا امام النجم الشاب ،، كان أجره فقط مائه جنيه كل شهر ،، وقم متواضع جدا ،، ان لم يكن تافها ،، وتبدو قيمته الضعيفة امام عمرو جين ينتهي من العمل كل يوم ولايجد ما في جيبه كافيا كي يأخد تاكسي من شارع الهرم الى الشقة المفروشه المتواضعه اتلتي يعيش بها في حي مصر الجديده ،، ومن هنا كان عليه ان يبيت كل يوم في غرفة خاصة مع حارس الملهى الشهير ،، المبيت حتى الصباح ،، حين تبدأ أتوببيسات هيئة النقل العام في الحركة ،، ويمكن لعمرو وقتها ان يقطع تذكرة بقروش قليلة تتفق مع ما يقبضه من الملهى.

وقد كانت لهذا الملهى ميزه غائبه عن ذهن عمرو دياب وهي أنه بعلاقات أصحابه ملتقى لبعض نجوم الفن في هذه الفترة ومن خلال عمله فذ هذا الملهى استطاع ان يلمح احد مخرجين التلفزيونيين ، ظل عمرو يخص منضده هذا المخرج بالنظرات والابتسامات والتحيات طوال الوقت الذي استغرقته نمرته كل هذا والمخرج مش واخد باله او هكذا تظاهر المخرج امام هذا المطرب النكره وقتها!

ولكن لم يمنع عمرو من ان يتقدم أليه حاملا طموحه واحلامه ليطلب منه اتاحة فرصة الظهور في أحد برامجه و سهراته التلفزيونيه، فأعطاه المخرج كرته الشخصي الذي يحمل تلفونه فوجدها عمرو فرصه في الظهور على تلك الشاشة السحرية التي يستطيع من خلالها اهله واسرته في بور سعيد ان يجتمعا على رؤيته في وقت واحد.

ولم يكذب عمرو خبرا في التصال الدائم بالمخرج سواء من تلفون الملهى ـ الخاص بالحراسة الليلية ـ أو من تلفون البقال واحيانا من سنترال مصر الجديده ،، كل ذلك حتى يتأكد عمرو انه ليس هناك خطأ في الرقم الذي طلبه و الذي لا يرد و لا يصدا أبدا و حتى عندما جاءه صوت على الجانب الاخر كان عمرو يترك لمحدثته ـ عاملة المنزل ـ كل بياناته وو سائل الأتصال به ، فربما جاء وقت ليسمع من يريد سماع صوته ،، ولكن هيهات!

لذلك عندما لبى مخرج آخر هو المخرج فتحي عبد الستار أمنية عمرو في أن يظهر للناس ليقولوا رأيهم فيه ، عندما رأي المخرج فيه طموح وبعض النجاح ، وعندما تحدد موعد لآذاعة اغنية المطرب الجديد لم يكتف عمرو بتلك المكلمات الهاتفيه التي خاطب بها أسرته و خاصة والدته ليقول لها كلماته المعتادة انه على ما يرام وأنه في أحسن حال و و و

في هذه المرة لم يستطيع صبرا ولم يكتف بالترنك .. بل لا بد أن يسافر ألى بور سعيد فربما يتحدث الى والدته ووالدته لا تخبر اصدقاءه و جيرانه وولاد الحته،،، واستقل اوةل سيارة بيجو متجهة الى بورسعيد،،

بعد أقل من أربع ساعات كان يطوف على كل معارفه ،، قريبا أو بعيدا ،، ليخبره بان موعدنا الليله زمتنساش تشوفني زابقى قل لي رأيك

في الحقيقة لم يكن ينتظر رأي أحد فالمهم انهم سيرونه وانهم سيعلمون الليلة انه لم يذهب الى مصر ليلعب او لمجرد أكل عيش بل ليتذوق النجاح و يحتسي الشهرة و يتزود النجوميه ،، والليلة سيعلم اهالي بور سعيد ان من بينهم خرج نجما ،،، !

 

انتظرونا في الحلقة التالية 

[السابق]     [التالي]    [الرجوع إلى الفهرس]

 

Copy Rights Reserved @ DiabOnline / جميع الحقوق محفوظة @ دياب أون لاين