[3]

قد تكون صدفة ـ وقد لا تكون ـ تلك التي جعلت فيلم أيس كريم في جليم الذي قام بطولته عمرو دياب منذ سنوات قليلة يبتكر شخصية اسمها ـ زرياب ـ قام بتسجيدها الممثل ـ علي حسنين ـ الذي أدى شخصية ملحن موسيقي يسعى لتطوير الغناء ، ولكن صناع الفيلم أرادوا له ان يكون غارقا في الخمر ، و خاصة الانواع الرديئة منها ولا يعرف طريقه إلى الحمام فهو لا يستحم ولا ينقذه سوى عمرو دياب ـ شخصيا ـ  وشاعر ثوري يضع الغطره الفلسطينيه على كتفيه ليقدما أغانيهم المتطورة

رصيف نمره خمسة والشارع زحام ـ وساكت كلامنا ما لاقي كلام ـ تسالي يا خال ـ تدخن ياعم ـ تتوه المعاني في الساني لجام  ـ كلاكس التروللي بيسور وداني ـ وشحته المزين بياكل وداني ـ يانادي باريس تعالى وحسبني وجدول ديونه عشانه و عشاني

إن ما يعنينا من الصدفة هو اننا سنتخذ من زرياب الحقيقي منذ ألف سنه بداية لمحاولة تحقيق تاريخ تطور الأغنية العربية

لقد كان زرياب منذ أكثر من ألف سنة مغنيا و ملحنا مشهورا و صاحب مدرسة متفردة لتعليم فنون الموسيقى والغناء ، وقد حققت شهرته الواسعة في مصر و الشام و تونس والمغرب

وقد بدأها ـ أي شهرته ـ من قصر هارون الرشيد ، ذلك القصر الذي شهد أكبر مساندة و تشجيع لأصحاب المواهب من اهل الأدب و الفن

ويوما حاول زرياب التجديد في طريقة الغناء و اللحن العربي فما كان من الموسيقيين المحافظين إلا ان أعلنوا عليه الحرب فهاجر إلى قرطبة عاصمة الأندلس

الطريف أن زرياب أصبح هو ـ موضة ـ الأندلس وقتها .. أصبحوا يقلدونه في ملابسه و مشيته و طريقة تصفيف شعره .. بأختصار كان زرياب هو اول مغني نجم  في تاريخ الغناء العربي فحقق الشهرة العالمية في داخل اوربا حيث ينسب أليه فضل أبتكار فن التواشيح

[السابق]     [التالي]    [الرجوع إلى الفهرس]

 

 

Copy Rights Reserved @ DiabOnline / جميع الحقوق محفوظة @ دياب أون لاين